الــثــالـــوث عــنــد الــنــصـــارى

الديانة المسيحية هي رسالة سماوية كباقي الرسالات التي سبقتها من صحف إبراهيم و مزامير داوود و تورات موسي عليهم السلام.

وقد واختار الله رسوله عيسى ابن مريم الذي اختصه تعالى لحمل هذه الرسالة و الدعوة لتوحيد الله و عبادته على نهج اسلافه من الأنبياء و الرسل :

في العهد القديم :

دعوة النبي موسى  : "اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ." ( سفر التثنية 6: 4)

في العهد الجديد :

دعوة المسيح عيسى : "اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِد.ٌ " (انجيل مرقص 12 : 29)

"فمن البداية نلاحظ ان المسيحية أساسها هو الدعوة إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة"

ولكن هذه الديانة دخلها التحريف والتبديل وتحولت إلى ديانة وثنية تؤمن بـ (الثالوث) أي:

بثلاثة آلهة ، وهم : الآب ، والابن ، والروح القدس. ثلاثة آلهة في إله واحد. ويسمون هؤلاء الثلاثة بـ "الأقانيم الثلاثة"  (الأقنوم هو الشَّخْصُ)

كما أنهم يقولون : الآب شخص ، والابن شخص ، والروح القدس شخص ، ولكنهم ليسوا ثلاثة أشخاص ، بل شخص واحد !!

وكذلك يقولون : الآب إله ، والابن إله ، والروح القدس إله ، ولكنهم ليسوا ثلاثة آلهة ، بل إله واحد !!!!!

ويقول النصارى في صلاتهم : باسم الآب والابن والروح القدس ، إله واحد!!

وقولهم هذا في صلاتهم هو جمع بين الضدين؛ لأن الوحدانية تنفي الشرك، والشرك ينفي الوحدانية، فلا يمكن أن تجتمع الوحدانية والشرك في آن واحد "1 في 3 و 3 في 1"، بل هما ضدان لا يجتمعان ولو في الجوهر.

ولكنهم أتوا بما لا يقبله أحد من العقلاء، وبما يحكم العقل عليه بأنه "مستحيل  شرحه" وفي الأخير يقولون هذا لغز من الصعب على العقول البشرية إدراك هذه المعادلة الرياضية المستحيلة، العجيبة و الغريبة (1+1+1=1) بحيث يجد نفسه عاجزة عن استيعاب و فهم مبدئ معتقدهم.

والمعروف أنه لم يرد تعبير التثليث أو الثالوث في الأناجيل، بل ظهر هذا المفهوم اعتمد من الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية و الطوائف المسيحية عقب انعقاد مَجْمَع نيقية عام 325م بدعوة و برئاسة الإمبراطور "قسطنطين" الذي كان وثنيًّا من حيث قام بتقرير ألوهية المسيح ومَجْمَع القسطنطينية عام 381م. أي 348 الذي عقد بدعوة من الإمبراطور (ثيودسيوس) الذي كان قد سن القوانين والتشريعات لمصلحة القائلين بألوهية المسيح قام بتقرير ألوهية الروح القدس و سن مبدأ عقيدة التثليث على المسيحيين و النصارى.

و المتتبع للأحداث سيستنتج ان عقيدة التثليث لم يتم تبنيها حتى مرور 348 سنة بعد "الموت المزعوم " للمسيح.

تاريخيا أن أول من استعمل هذه الكلمة وصاغها هو (ترتليانوس 160-220 م ( في القرن الثاني، ثم (إثناسيوس بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية 293-373 ) الذي وضع أساس هذه العقيدة التي قبلها مجمع نيقيه عام (325) م. ولقد تبلور ذلك الأساس على يد (القديس الروماني أغسطينوس 354-430) في القرن الخامس الميلادي، وصار القانون عقيدة الكنيسة الفعلية من ذلك التاريخ إلى يومنا هذا.

ففي هذا دلالة على أن النصارى ابتدعوا عقيدة التثليث في وقت متأخر جدًّا.

وخلاصة القول ان المسيح عليه السلام جاء بديانة التوحيد وعبادة الله وحده لا شريك له، ومنهجا ربانيا واضحا في الانجيل سواء العهد القديم او العهد الجديد، كما تقدمنا ببيانه في مستهل المقال. إلا أن النصارى انحرفوا بهذه الديانة عن وجهها الصحيح، إلى وثنية خالصة، وعقيدة منحرفة لم يعرفها و لم يدعو لها المسيح عليه السلام ولا حواريوه.

وهذا سنبينه و نبطله بالأدلة من نصوص الانجيل في خانة  ]بـطــلان الـتـثـلـيـث[