أكثر ما يستدل به النصارى على لاهوت المسيح
هو فعله للمعجزات ..
وأكثر معجزة يستدلوا بها على لاهوته هي
معجزة “إحياء الموتى” والتي ذكرت في البايبل -كتابهم المقدس- في الرواية الانجيلية
المنسوبة ليوحنا- الاصحاح11- الاعداد من 1إلى44 ..
فقالوا : المسيح فعل هذه المعجزة بقدرته
الذاتية، ولا يقدر أحد على إحياء الموتى إلا الله وحده، وهذا دليل على أن المسيح
هو الله، وهذه المعجزة ثابتة عندكم في القرآن .
قلنا: الرد على الادعاءات السابقة كالآتي:
أولاً: يُنكر المسيح أي قدرة
ذاتية له في نفس الرواية الإنجيلية المنسوبة ليوحنا – الاصحاح 5
[[30 أنا لا أقدر أن أفعل من
نفسي شيئا. كما أسمع أدين ودينونتي عادلة لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي
أرسلني.. 36وأما أنا فلي شهادة أعظم من يوحنا لأن الأعمال التي أعطاني الآب
لأكملها هذه الأعمال بعينها التي أنا أعملها هي تشهد لي أن الآب قد أرسلني.]]
ثانياً: المسيح اعترف أن هذه
المعجزة تمت بقدرة الله -عز وجل- وليس بقدرته الذاتية، وذلك في نفس النصوص التي
أتيتم بها من الرواية الانجيلية المنسوبة ليوحنا- الاصحاح11: 41
" أيها الآب أشكرك لأنك سمعت لي. 42وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي. ولكن
لأجل هذا الجمع الواقف قلت ليؤمنوا أنك أرسلتني"
ثالثاً: ذكر البايبل -كتابهم
المقدس- معجزة إحياء الموتى لعدة أنبياء آخرين
1/ النبي “أليشع” أحيا طفلاً
ميتاً.
جاء في سفر الملوك الثاني- الاصحاح4 :32
" ودخل أليشع البيت وإذا بالصبي ميت ومضطجع على سريره . 33فدخل وأغلق الباب
على نفسيهما كليهما وصلى إلى الرب. 34ثم صعد واضطجع فوق الصبي ووضع فمه على فمه
وعينيه على عينيه ويديه على يديه، وتمدد عليه فسخن جسد الولد 35ثم عاد وتمشى في
البيت تارة إلى هنا وتارة إلى هناك، وصعد وتمدد عليه فعطس الصبي سبع مرات ثم فتح
الصبي عينيه".
2/ النبي أليشع أحيا ميت وهو
ميت !!
جاء في سفر الملوك الثاني- الاصحاح 13 :
20 "ومات أليشع فدفنوه. وكان غزاة موآب تدخل على الأرض عند دخول السنة.
وفيما كانوا يدفنون رجلا إذا بهم قد رأوا الغزاة، فطرحوا الرجل في قبر أليشع. فلما
نزل الرجل ومس عظام أليشع عاش وقام على رجليه".
3/ النبي حزقيال أحيا جيش
عظيم !!
جاء في سفر حزقيال- الاصحاح37 :7 " فتنبأت
كما أمرت. وبينما أنا أتنبأ كان صوت وإذا رعش فتقاربت العظام كل عظم إلى عظمه، 8
ونظرت واذا بالعصب واللحم كساها وبسط الجلد عليها من فوق وليس فيها روح. 9فقال لي
تنبأ للروح تنبأ يا ابن آدم وقل للروح هكذا قال السيد الرب هلم يا روح من الرياح
الاربع وهبّ على هؤلاء القتلى ليحيوا 10فتنبأت كما أمرني, فدخل
فيهم الروح, فحيوا وقاموا على أقدامهم جيش عظيم جداً جداً."
رابعاً: نعم معجزة إحياء الموتى
للمسيح ثابتة عندنا في كتاب الله تعالى, لكنها مثبتة له كدليل نبوة بإذن
الله –عز وجل-، وهي نعمة من الله على عيسى -عليه السلام- كما خص الأنبياء كل واحد
منهم بمعجزة تليق به وبقومه.
قال الله تعالى: ((إِذْ قَالَ اللّهُ يَا
عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ
أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ
عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ
تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا
فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ
تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ
جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا
إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ *110*)) سورة المائدة
لكننا ننبه أن هذه المعجزة ليست خاصة أو
قاصرة على المسيح -عليه السلام- فقط، بل في القرآن -وفي سورة البقرة فقط- خمس
حالات لإحياء الموتى:
1- أحيا الله الأربعة طيور
لإبراهيم -عليه الصلاة والسلام- بالنداء عليها
((وإذ قال إبراهيم رب أرني
كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير
فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز
حكيم *260*)) سورة البقرة
2- أحيا الله اليهودي لموسى
-عليه الصلاة والسلام- بالضرب عليه ببعض البقرة الموصوفة
((فقلنا اضربوه ببعضها كذلك
يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون*73*)) سورة البقرة
3- أحيا الله الذي مر على
قرية وهي خاوية على عروشها فقال أني يحيي هذه الله بعد موتها، فأماته الله مئة عام
ثم بعثه
((أو كالذي مر على قرية وهي
خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مئة عام ثم بعثه
قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مئة عام فانظر إلى طعامك وشرابك
لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم
نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير*259*)) سورة البقرة
4- أحيا الله اليهود الذين
أرادوا رؤية الله جهرة، فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون، ثم بعثهم الله.
((وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن
لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون *55* ثم بعثناكم من بعد موتكم
لعلكم تشكرون *56*)) سورة البقرة
5- أحيا الله الذين خرجوا من
ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم
((ألم تر إلى الذين خرجوا
من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على
الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون *243*)) سورة البقرة
خامساً: الأعظم من معجزة إحياء
الموتى، هي معجزة إحياء الجماد الذي لم تكن له الحياة من قبل، وهذا الفعل أبلغ من
إحياء من كان حياً من قبل, فلقد أحيا موسى الجماد “العصا” وجعلها تأكل وترى وتتنفس
وكل ذلك بإذن الله تعالى.
وكذلك النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قد
أحيا الجماد، بل وكلَّمَه أيضاً!!
1- “الذراع المسمومة” كلَّمت النبي -صلى الله علية وسلم- ، وهذا
الأحياء أبلغ من إحياء الإنسان الميت
.
2- الحجر الذي كان يخاطب النبي
-صلى الله عليه وسلم-
فقد جاء في حديث في صحيح الإمام مسلم عن “جابر بن سمرة” قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : “إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث, إني لأعرفه الآن”
فقد جاء في حديث في صحيح الإمام مسلم عن “جابر بن سمرة” قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : “إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث, إني لأعرفه الآن”
3- الجبال والأشجار تسلِّم
على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-:
جاء في سنن الترمذي عن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- أنه قال: (كنت مع النبي صلى الله علية وسلم بمكة، فخرجنا في بعض نواحيها, فما استقبله جبل ولا شجر إلا وهو يقول: “السلام عليك يا رسول الله”.)
جاء في سنن الترمذي عن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- أنه قال: (كنت مع النبي صلى الله علية وسلم بمكة، فخرجنا في بعض نواحيها, فما استقبله جبل ولا شجر إلا وهو يقول: “السلام عليك يا رسول الله”.)
4- جاء في (البداية والنهاية)
لابن كثير أن رجلاً كان يسمى زيد بن خارجة” مات في عهد الخليفة “عثمان بن عفان”
رضي الله عنه، فتكلم بعد موته وشهد بصدق النبي -صلى الله علية وسلم- ، وشهد بصدق
أبي بكر الصديق؛ وعمر بن الخطَّاب؛ وعثمان بن عفان.
ففي البداية والنهاية [[سنة إحدى عشرة من
الهجرة- فصل إيراد ما بقي علينا من متعلقات السيرة الشريفة- باب ما يتعلق
بالحيوانات من دلائل النبوة- قصة زيد بن خارجة وكلامه بعد الموت]] .. عن سعيد
بن المسيب أن زيد بن خارجة الأنصاري ثم من بني الحارث بن
الخزرج، توفي زمن عثمان بن عفان فسجي بثوبه، ثم إنهم سمعوا جلجلة في صدره، ثم
تكلم ثم قال: “أحمد أحمد في الكتاب الأول، صدق صدق أبو بكر الصديق؛
الضعيف في نفسه؛ القوي في أمر الله؛ في الكتاب الأول، صدق صدق عمر بن
الخطاب القوي الأمين في الكتاب الأول، صدق صدق عثمان بن عفان، على
منهاجهم، مضت أربع وبقيت ثنتان، أتت الفتن وأكل الشديد الضعيف وقامت الساعة،
وسيأتيكم عن جيشكم خبر بئر أريس؛ وما بئر أريس؟”
قال يحيى: قال سعيد: (ثم هلك رجل من بني خطمة فسجي بثوبه ، فسمع جلجلة في صدره، ثم تكلم فقال: “إن أخا بني الحارث بن الخزرج صدق صدق”.)
قال يحيى: قال سعيد: (ثم هلك رجل من بني خطمة فسجي بثوبه ، فسمع جلجلة في صدره، ثم تكلم فقال: “إن أخا بني الحارث بن الخزرج صدق صدق”.)
ومما سبق نجد أن فكرة إحياء الله للموتى
لنبي آخر ليست قاصرة في القرآن على النبي عيسى -عليه الصلاة والسلام-.
والذي يجمع بين تلك الحوادث جميعا أنها تمت
كلها بإذن الله وفعله وحده سبحانه، لكن بعضها تم بوسيلة وبعضها تم بالأمر المباشر،
والله على كل شيء قدير.
فالحمد لله الذى جعل في القرآن كتابنا
((لَقَدْ كَانَ فِي
قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ
تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً
لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ *111*)) سورة يوسف
ما أنكرت أنَّ
عيسى كانَ يُحيي ألموتى بإذن الله عزوجل؟ قالَ ألجاثليق أنكرت ذلك مِن قبلِ أن
أحيا ألموتى وَأبرأ ألأكمه وَألأبرص فهُوَ رَبّ مُستحَق لأن يُعبَد، قالَ ألرضا:
فإن أليسع قد صنعَ مِثلَ مَا صنعَ عيسى: مشى علَى ألماء، وَأحيّا ألموتى، وَأبرأَ
ألأكمه وَألأبرص فلَم تتخذه أمته رَبّاً، وَلَم يَعبدهُ أحَد مِن دونِ الله عز
وَجّل، وَلقد صنعَ حزقيل ألنبي مِثلَ مَا صنعَ عيسى بن مريم فأحيّا خمسة وَثلاثين
ألف رَجُل مِن بَعدِ موتهم بستين سنة ثمَّ إلتفت إلى رأس ألجالوت فقالَ لهُ: يا
رأس ألجالوت أتجد هؤلاء في شباب بني إسرائيل في ألتوراة؟ إختارهم بخت نصر مِن سبى
بني إسرائيل حين غزا بيت ألمقدس ثمَّ إنصرفَ بهم إلى بابل فأرسلهُ الله تعالى عز
وَجّل إليهم فأحياهم الله، هذا في ألتوراة لا يدفعه إلاّ كافر منكُم، قالَ رأس
ألجالوت: قد سَمِعنا به وَعرفناه، قالَ صدقت، ثمَّ قالَ: يا يهودي خذ عليَّ هذا
ألسفر مِن ألتوراة، فتلا ألرضا علينا مِنَ ألتوراة آيات فأقبل أليهودي يتزجح
لقراءتهِ وَيتعجب. ثمَّ أقبلَ علَى ألنصراني فقال: يا نصراني أفهؤلاء كانوا قبلَ
عيسى أم عيسى كانَ قبلهم؟ قال: بَل كانوا قبله، قالَ ألرضا: فمتى إتخذتم عيسى
رَبّاً جاز لكُم أن تتخذوا أليسع وَألحزقيل، لأنهُمَا قد صنعا مِثل مَا صنعَ عيسى
مِن إحياء ألموتى وَغيره، وَإنَّ قوماً مِن بني إسرائيل هربوا مِن بلادهم مِنَ
ألطاعون وَهُم ألوف حذر ألموت فأماتهم الله في ساعةٍ واحدة، فعَمِد أهل تلِكَ
ألقرية فحظروا عليهم حظيرة فلَم يزالوا فيها حتى نخرت عظامهم وَصاروا رميماً،
فمّرَ بهم نبي مِن أنبياء بني إسرائيل فتعجب منهم وَمِن كثرة ألعظام ألبالية،
فأوحى الله عز وَجّل إليه: أتحب أن أحييهم لكَ؟ قالَ: نعم يا رَبّ، فأوحى الله عز
وَجّل إليه: أن نادهم، فقالَ: أيتها ألعظام ألبالية قومي بإذن الله عزوجل، فقاموا
أحياء أجمعون، ينفضون ألتراب عن رؤوسهم. ثمَّ إبراهيم خليل الله، حين أخذ ألطير(أربعة
مِنَ ألطير) فقطعهن قطعاً، ثمَّ وَضعَ علَى كُلِّ جَبَلٍ منهُنَ جزء، ثمَّ ناداهن
فأقبلن سَعيّاً إليه، ثمَّ موسى بن عمران وَأصحابه ألسبعون ألذين إختارهم صاروا
مَعهُ إلى ألجَبل فقالوا لهُ: إنك قد رأيت الله سُبحانه، فأرناه كمَا رأيته، فقالَ
لهُم: إني لَم أره، فقالوا: لَن نؤمِن لَكَ حتى نرى الله جهرة فأخذتهم ألصاعقة
فاٌحترقوا عن آخرهم، وَبقي موسى وحيداً فقالَ: يا رَبّ إني إخترت سَبعين رَجُلاً
مِن بني إسرائيل فجئت بهم وَأرجَع وحدي فكيفَ يُصدقني قومي بما أخبرهم به؟ فلَو
شِئت أهلكتهم مِن قبلِ وَإياي، أتهلكنا بمَا فعلَ ألسُفهاء منا؟ فأحياهم الله عز
وَجّل مِن بَعدِ مَوتهم، وَكُلّ شئ ذكرته لكَ مِن هذا لا تقدرعلَى دفعهِ، لأنَّ
ألتوراة وَألأنجيل وَألزبور وَألفرقان قد نطقت به، فإن كانَ كُلّ مَن أحيّا ألموتى
وَأبرأ ألأكمَه وَألأبرص وَألمجانين يُتخذ رَبّاً مِن دونِ الله فاٌتخذ هؤلاء
كُلّهم أرباباً، ما تقول يا نصراني؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق