صـــراع الاديـــــان
هل من
المنطق أن نتحدث عن دين أنزله الله سبحانه وتعالى ليحارب دين آخر أنزله الله أيضًا
من قبل...؟؟
هل
يعارض الله نفسه فيما أنزله من تشريعات وكتب مقدسة، وأوحى به لرسله وأنبيائه
المختارين...؟؟
لا يختلف
اثنان على أن جميع الأديان السماوية من صحف لسيدنا إبراهيم و الزبور لسيدنا داوود
و التورات لسيدنا موسى و الانجيل لسيدنا عيسى و القرآن لسيدنا محمد (عليهم السلام)
لها نفس المصدر هو الله وحده لا شريك له، ولها نفس الهدف وهو الإسلام لله وحده و
عبادته و نشر المحبة و الخير بين عباده.
فكيف يمكن لها أن تكون مختلفة وتتصارع فيما
بينها في معتقد منبعه واحد...؟
إنه
لمن الواضح أن بعض الديانات قد طالها الكثير من التحريف و تحولت منذ القديم إلى وسيلة
في يد الحكام و الملوك و رجال الدين لاستعباد الناس و نهب الثروات و تحقيق مصالح و
أهداف شخصية:
"فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ
بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ
ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ
مِمَّا يَكْسِبُونَ" (سورة البقرة، 79)
ومنها ما حفظ من عند الله من
الضياع أو الزيادة والنقصان والتحريف لتكون بيان لأمور الناس عامة وهدى لقلوبهم. خاصة الذين هداهم الله بفضله من الضلالة:
"بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ
لِّلْمُتَّقِينَ". (آل عمران 138)
"إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا
لَهُ لَحَافِظُونَ" (الحجر: 9)
يقينا
أن المسألة التي لا نختلف فيها هي أن القرآن الكريم جاء هو المهيمن على كل الكتب المنزلة
من قبله؛ و أمين عليها، حافظ لها، وشاهد على أنها حق من عند الله تعالى، يصدق ما
فيها من الصحيح، وينفي ما فيها من التحريف والتبديل، فما وافقه منها فهو حق، وما
خالفه منها فهو باطل، فصارت له الهيمنة عليها من كل وجه:
"وَأَنزَلْنَا
إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ
الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ" (المائدة : 4)
إن التخلف
كل التخلف في أن نصدق بالأكاذيب المنسوبة للأديان السماوية.
فالخطأ
كل الخطأ في من يستغل الدين لمصلحته.
و الإثم
كل الإثم في التحريف و تلفيق الكذب و الشبهات المغلوطة في حق شريعة الله سبحانه و
تعالى.
اللهم
انا نسألك رحمة تهدى بها قلوبنا ... وتجمع بها شملنا ... وترد بها الفتن عنا ... وتصلح
بها دنيانا ... وتزكى بها اعمالنا ... وتلهمنا رشدنا.
اللهم
اجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم واحفظنا من النفاق والرياء.
اللهم
تقبل منا عملنا وصلى الله على سيدنا محمدا وسلم تسليما كثيرااااااا.
باسمك بدأت وعليك توكلت وعملي لك اهديت والله الموفق.
الكاتب : خالـيــد بــديـــس